• نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات Do
  • نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات Spacer
  • نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات Spacer
  • نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات Spacer


نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات

أهلا وسهلا بك إلى منتديات أحلى كلام.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
تعليم الأطفال باللعب
احتياجات مولودك العاطفية
خففي ألم نمو أسنان رضيعك
نصائح لمساعدة طفلك للحصول على نوم أفضل
مشكلة الجنوح عند الأطفال
كيف يفهم طفلك الحب والصداقة
مشكلة التبول اللاإرادى عند الأطفال خطيرة ولا يجب إهمالها
تنمية ذكاء الطفل
غيري وسادة طفلك
لاتضرب الطفل على مؤخرته !!!!
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:47 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:46 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:45 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:43 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:42 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:40 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:39 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:38 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:36 pm
الأربعاء نوفمبر 13, 2013 2:35 pm












 
شاطر


نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات Emptyالخميس ديسمبر 20, 2012 7:47 pm
رسالة
بيانات كاتب الموضوع
نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبى
الرتبه:
عضو ذهبى
الصورة الرمزية
 
حازم

البيانات
عدد المساهمات : 130
تاريخ التسجيل : 20/12/2012
العمر : 32
 
 

 

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات   





نداء إلى المربين والمربيات
لتوجيه البنين والبنات

محمد بن جميل زينو
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . أما بعد ؛؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد فإن مهمة المربي عظيمة جداً ، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه ، وأخلص لله تعالى فيه ، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة .
والمربي والمربية يشمل المدرس والمدرسة ، والمعلم والمعلمة ، ويشمل الأب والأم ، وكل من يرعى الأولاد .
فالمـدرس مربـي الأجيال ، وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده ، فإذا قام بواجبه في التعليم ، فأخلص في عمله ، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق ، والتربية الحسنة سعد الطلاب وسعد المعلم في الدنيا والآخرة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمله علي رضي الله عنه :
(فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر () النعم)
وقال صلى الله عليه وسلم (مُعلم الخير يستغفر له كل شئ ، حتى الحيتان في البحر) .
وإذا أهمل المعلم واجبه ، ووجه طلاب نحو الانحراف ، والمبادئ الهدامة ، والسلوك السيئ ، شقى الطلاب ، وشقى المعلم ، وكان الوزر في نقه ، وهو مسئول أمام الله تعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
والمعلم راع في مدرسته ، وهو مسئول عن رعيته )
فليكن إصلاحك لنفسك أيها المربي والمعلم قبل كل شئ ، فالحسن عند الأولاد ما فعلت ، والقبيح عند الطلاب ما تركت ، وإن حسن سلوك المربي والمعلم والمعلمة والأب أفضل تربية لهم .
وقد كتبت هذا النداء إلى أخواني المعلمين وأخواتي المعلمات ليستفيدوا منها في عملهم بعد خبرة في التعليم استمرت أربعين عاماً ، ليعرفوا كيف يكونوا معلمين ناجحين .
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم .


مهمة المربي الناجح :
إن من أهداف التربية والتعليم إنشاء شخصية ذات مُثل عليا ، هذه الشخصية يجب أن تكون مرتبطة بربها ، تستمد منه نظام حياتها ، وتعمل على تقويم مجتمعها ، وتصحيح مفاهيمه على أسس صحيحة ، وهذه هي رسالة المعلم والغرض من تربيته وتعليمه .
ومن المعلوم أن للتربية أسساً تقوم عليها تختلف باختلاف المجتمعات واتجاهاتها ، فإذا كانت أسس التربية في المجتمع الشيوعي مثلاً ترتكز على الماديات ونفي الروحيات وقطع صلة الطالب بربه ، وإذا كانت أسس التربية في المجتمعات الغربية تقوم على الاستغلال والأنانية والانحلال ، فإن أسس التربية في المجتمع الإسلامي تقوم على إيجاد العقيدة الصحيحة ، والعواطف النبيلة ، والآداب السامية التي تتمثل في علاقة الطالب بربه ، وعلاقته بمعلمه ، وزميله ، وإدارة مدرسته ، ومن ثم علاقته بأسرته .
وإذا أردنا أن نحقق هذه الشخصية في الواقع العملي فإن علينا ايجاد المربي الناجح في التربية والتعليم .
هذا المربي يجب أن تتوفر فيه شروط وآداب حتى يكون مربياً صالحاً ومعلماً نافعاً .

شروط المربي الناجح في التربية والتعليم :
1- أن يكون ماهراً في مهنته ، مبتكراً في أساليب تعليمه ، محباً لوظيفته وطلابه ، يبذل جهده لتربيتهم التربية الحسنة ، يزودهم بالمعلومات النافعة ، ويعلمهم الأخلاق الفاضلة ، ويعمل على إبعادهم عن العادات السيئة ، فهو يربي ويعلم في آن واحد .
2- أن يكون قدوة حسنة لغيره ، في قوله وعمله ، وسلوكه ، من حيث قيامه بواجبه نحو ربه ، وأمته وطلابه ، يحب لهم من الخير ما يحبه لنفسه وأولاده ، يعفو ويصفح ، فإن عاقب كان رحيماً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
3- من شروط المعلم الناجح أن يعمل بما يأمر به الطلاب من الآداب والأخلاق وغيرها من العلوم ، وليحذر مخالفة قوله لفعله ، وليسمع قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} .
وهذا إنكار على من قال قولاً ولم يعمل به .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بـك من علم لا ينفع) ، أي لا أعمل به ، ولا أبلغه غيري ، ولا يُهذب من أخلاقي .
وقول الشاعر :
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
4- على المعلم أن يعلم أن وظيفته تشبه وظيفة الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لهداية البشر وتعليمهم ، وتعريفهم بربهم وخالقهم ، وكذلك هو في منزلة الوالد في عطفه على طلابه ، ومحبته لهم ، وأنه مسئول عن هؤلاء الطلاب : عن حضورهم ، واهتمامهم بدروسهم ، بل يحسن به أن يساعدهم في حل مشاكلهم وغير ذلك مما يُعد من مسئولياته ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
وليعلم أنه مسئول أمام الله عن طلابه ماذا علمهم ؟ وهل أخلص في البحث عن السبل الميسرة لإرشادهم ، وتوجيههم التوجيه السليم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) .
ثم إن عليه أن يخاطبهم بما يفهمون كل على قدر فهمه .
قال علي رضي الله عنه : ( حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يُكذب الله ورسوله؟
5- إن المعلم بحكم مهنته يعيش بين طلاب تتفاوت درجات أخلاقهم وتربيتهم وذكائهم ، لذلك فإن عليه أن يسعهم جميعاً بأخلاقه ، فيكون لهم بمنزلة الوالد مع أولاده ، عملاً بقول المربي الكبير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا لك بمنزلة الوالد أعلمكم) .
6- على المعلم الناجح أن يتعاون مع زملائه ، وينصحهم ، ويتشاور معهم لمصلحة الطلبة ، ليكونوا قدوة حسنة لطلابهم ، وعليهم جميعاً أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث خاطب الله تعالى المسلمين بقوله : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} .
7- التواضع العلمي :
الاعتـراف بالحق فضيلة ، والرجوع إليه خير من التمادي في الخطأ ، فعلى المعلم أن يتأسى بالسلف الصالح في طلبهم للحق والإذعان له إذا تبين لهم أن الحق بخلاف ما يُفتون أو يعتقدون .
والدليل على ذلك ما ذكره ابن أي حاتم في كتابه ( مقدمة الجرح والتعديل) حين ذكر قصة مالك رضي الله عنه ورجوعه عن فتواه حينما سمع الحديث ، وذكرها بعنوان (باب ما ذُكر من أتباع مالك لآثار النبي صلى الله عليه وسلم ونزوعه عن فتواه عندما حُدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه) :
قال ابن وهب : سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس ، قال ، فتركته حتى خف الناس ، فقلت له : عندنا في ذلك سنة ، فقال : وما هي؟ قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه ، فقال : إن هذا الحديث حسن ، وما سمعت به قط إلا الساعة ، ثم سمعته بعد ذلك يُسأل فيأمر بتخليل الأصابع () .
ولو أردنا استقصاء الأمثلة من حياة السلف لما كفتنا هذه الوريقات ، لذا يجب على المعلم الذي يريد النجاح في مهنته ، أن يُذعن للحق ويتراجع عن خطئه إذا أخطأ ، ويعلم طلابه هذا الخلق العظيم ، ويبين لهم فضل التواضع والرجوع إلى الحق ، وأن يطبق ذلك عملياً في الفصل ، فإذا رأى إجابات بعض الطلبة أفضل من إجابته ، فليعلن ذلك وليعترف بأفضلية إجابة هذا الطالب ، فذلك أدعى لكسب ثقة طلابه ومحبتهم له .
لقد عشت قرابة أربعين عاماً معلماً ومربياً ، وإن أنسَ ، لا أنسى ذلك المعلم الذي أخطـأ في قراءة حديث ، فلما رده بعض الطلاب أصرّ على خطئه ، وجعل يجادل بالباطل ، فسقط هذا المعلم في نظر طلابه ، ولم يعد موضع ثقتهم .
ولا أزال أذكر بعض المعلمين الصادقين الذين كانوا يعترفون بخطئهم ، ويتراجعون عنه ، لقد أحبهم الطلاب ، وازدادت ثقتهم بهم ، وأصبحوا موضع إجلال وإكبار .
فحبذا لو سار المعلمون جميعاً سير هؤلاء ونهجوا نهجهم في الرجوع إلى الحق .
8- الصدق والوفاء بالوعد :
على المعلم أن يلتزم الصدق في كلامه ، فإن الصدق كله خير ، ولا يربي تلاميذه على الكذب ، ولو كان في ذلك مصلحة تظهر له :
حدث أن سأل أحد الطلاب معلمه مستنكراً تدخين أحد المعلمين ، فأجابه المعلم مدافعاً عن زميله ، بأن سبب تدخينه هو نصيحة الطبيب له ، وحين خرج التلميذ من الصف قال : إن المعلم يكذب علينا .
وحبذا لو صدق المعلم في إجابته ، وبين خطأ زميله ، بأن التدخين حرام ، لأنه مضر بالجسم ، مؤذ للجار ، متلف للمال ، فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطلاب وحبهم ، ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى طلابه : إن المعلم فرد من الناس تجري عليه الأعراض البشرية ، فهو يصيب ويخطئ ، وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقرر ذلك في حديث قائلاً : (كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون) .
لقد كان بإمكان المعلم المسئول أن يجعل سؤال الطالب عن تدخين معلمه درساً لجميع الطلبة ، فيفهمهم أضرار التدخين ، وحكمه الشرعي ، وأقوال العلماء فيه ، وأدلتهم ، فيكون بذلك قد استفاد من سؤال الطالب واستعمله في التربية والتوجيه .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً ..... الحديث) .
فالصدق خلق عظيم ينبغي على المعلم أن يزرعه في طلابه ، ويجيبهم إليه ويعودهم عليه ، وليكن مطبقاً له في أقواله وأفعاله ، حتى في مزاحه معهم عليه أن يكون صادقاً ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً ، وليحذر المعلم أن يكذب على طلابه ولو مازحاً أو متأولاً ، وإذا وعدهم بشئ فعليه أن يفي بوعده ، حتى يتعلموا منه الصـدق ، والوفاء قولاً وعملاً ، لأن الطلاب يعرفون الكذب ويدركونه ، وإن لم يستطيعوا مجابهة المعلم به حياء منه ، وقد رأينا قصة المعلم الذي دافع عن زميله المدخن ، كيف أدرك الطلاب كذبه .
9- الصبر :
على المعلم أن يتحلى بالصبر على مشاكل الطلاب والتعليم ، فـإن الصبر أكبر عون له في عمله الشريف .

وظيفة المعلم :
إن وظيفة المعلم لا تقف عند حشو الطلاب بالمعلومات فحسب ، بل يتجاوزها إلى تربية شاملة تقوم على تصفية العقائد والسلوك ، مما ينافي الدين القويم ، فعلى المعلم الناجح أن يجعل كلام طلابه وسلوكهم في الفصل مستمداً من الهدي النبوي الصحيح ، قال الله تعالى :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أنه كان مربياً حكيماً ، ومعلماً ، ومرشداً ، وناصحاً ، ورءوفاً ، ومحبوباً ، ومخلصاً .
فعلى المعلم أن يتصف بهذه الأوصاف ، ولا سيما الإخلاص ، فعليه أن يخلص عمله لله ، ولا ينظر إلى المال ، فـإن أعطي ولو قليلاً شكر ، وإن لم يعط صبر ، وسيرزقه الله تعالى في الدنيا ، ويكتب له الأجر في الآخرة .

من واجبات المعلم :
1- إلقاء السلام : على المعلم إذا دخل الفصل أن يسلم فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وليعلم أن هذا السلوك الإسلامي العظيم يقوي أواصر المحبة والثقة بين الطلاب بعضهم مع بعض ، وبين المعلم والطلاب ، ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم)
ولا يغني إن السلام كلمة " صلاح الخير أو مساء الخير" ، ولا بأس بها بعد السلام مع تغيير لها كأن يقول " صبحك الله بالخير ، فتحمل معنى الدعاء ، ولا بد عنا من التنبيه علـى شئ مُهم قد وقع فيه كثير من المعلمين - سامحهم الله - تأثراً بالعادات والتقاليد ، وهو تمثل قياماً لمعلمهم زاعمين أن هذا من الأدب المطلوب ، وأنه رمز لتوقير المعلم وتبجيله ، وقد أخطأوا ، فما يسمى خلاف الشرع أدباً إلا في قاموس المعرضين عن شرع الله ، ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( ما كان شخـص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك) .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من عادة القيام : (من أحب أن يتمثل له الناس قياماً ، فليتبوأ مقعده من النار) .
ويجـوز لصاحب البيت أن يقوم إلى استقبال ضيوفه ، أو يقوم إلى معانقة قادم من سفر ، لأن الصحابة رضوان الله عليهم فعلوه ، وهو من إكرام الضيف ، والترحيب بالقادم .

ولا عبرة بقول الشاعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
لمخالفته قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كره القيام له ، وهدد من أحبه بدخول النار ، علماً بأن الاحترام لا يكون بالقيام ، بل يكون بالطاعة ، وامتثال الأمر ، وإلقاء السلام والمصافحة ، وغيرها من الآداب .
2- من واجب المعلم أن يعلم طلابه الاستعانة بالله ، ويعلمهم حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله).
3- إن يحذر المعلم طلابه من الشرك : وهو صرف العبادة لغير الله : كدعاء الأنبياء والصالحين وغيرهم ، عملاً بوصية لقمان لولده التي قال فيها :
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
4- على المعلم أن يعلم طلابه الصلاة في المدرسة ، ويأخذهم إلى المسجد ليصلوا مع الجماعة ، ويشرف عليهم بنفسه ليتعلموا آداب المسجد ، فيدخلوه بنظام وهدوء ، ويبدأ بتعليم الطلاب الوضوء والصلاة منذ السابعة للبنت والصبي على السواء لقوله صلى الله عليه وسلم : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً ، وأضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً ، وفرقوا بينهم في المضاجع) .
5- وعلى المربي أن يعلم طلابه التوكل على الله كما قال موسى لقومه :
{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصاً ، وتعود بطاناً) .
وأن الأخذ بالأسباب واجب ، لقوله صلى الله عليه وسلم لصاحب الناقة : ( أعقلها وتوكل) .
6- على المدرس كذلك أن يغرس روح التضحية والجهاد في سبيل الله ضد أعداء الإسلام من الكفرة ، واليهود ، والملحدين ، وأن يربط أذهان الطلاب بأمجاد سلفهم ، وغزوات نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويشحذ هممهم على التآسي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إيمانهم وأخلاقهم .
7- ثم إن عليه أن يقنع طلبته أن العرب قوم أعزهم الله بالإسلام ، فمهما ابتغوا العزة في غيره أذلهم الله كما قال عمر رضي الله عنه .
فلا نصر على الكفار إلا بالرجوع إلى تحكيم كتاب الله ، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في حياتنا وأمورنا كلها ، مع إعداد القوة من الأسلحة الحديثة ، والشباب المسلم المدرب ، الذي يكون قد تربى على الرجولة وتشبع بالأيمان ، والتزم النهج الصحيح ، والعقيدة السليمة .
وعليه فيمكننا القول بأن المعلم في استطاعته إذا أخلص في عمله والتزم المنهج الإسلامي في تربيته وتعليمه أن يبني جيلاً قوياً يمكنه دفع عدوان المعتدين ، وأن يحمل راية التوحيد ليدك حصون الكفر والشرك ، ويحرر الإنسانية الحائرة ، فيرشدها إلى ربها ويعرفها بخالقها ، ويخلصها من الظلم الذي تعيش فيه ، لذلك خاطب الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم - المعلم الأول والمربي الكبير بقوله :
{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( إنما أنا رحمة مهداة) .
فعلى المربي والمعلم أن يجعل قدوته ، وقدوة طلابه رسول رب العالمين إلى الناس أجمعين لأن الله وصفه بقوله عز وجل :
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
8- على المعلم أن يحذر طلابه من المبادئ الهدامة ، كالشيوعية الملحدة ، والماسونية اليهودية ، والاشتراكية الماركسية ، والعلمانية الخالية من الدين ، والقومية التي تفضل غير المسلم العربي على المسلم الأعجمي لقول الله تعالى :
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ويحذرهم من الديكتاتورية والديمقراطية التي تحكم بغير شرع الله .
9- تحذير الطلبة من عقوق الوالدين ، ووجوب طاعتهما في غير معصية الله ، لقول الله تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}


وصايا لقما الحكيم لإبنه :
قال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ}
هذه وصايا نافعة حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم :
1- {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
احذر الشرك في عبادة اله ، كدعاء الأموات أو الغائبين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) .
ولما نزل قول الله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}
شق ذلك على المسلمين ، وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا قول لقمان لإبنه : يا بني لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم) .
2- {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} .
ثم قرن وصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين لعظم حقهما ، فالأم حملت ولدها بمشقة ، والأب تكفل بالإنفاق ، فاستحقا من الولد الشكر لله ولوالديه .
3- {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
قال ابن كثير ( أي أن حرصا عليك كل الحرص أن تتبعهما على دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنع ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً أي محسناً اليهما ، واتبع سبيل المؤمنين) .
أقول يؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف) .
4- {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} .
قال ابن كثير : أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل أحضرها الله تعالى يوم القيامة حين يضع الموازين القسط ، وجازى عليها إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر.
5- {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} : أدها بأركانها وواجباتها بخشوع .
6- {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} : بلطف ولين بدون شدة .
7- {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} : علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذى فأمره بالصبر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) .
8- {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} : أي إن الصبر على الناس لمن عزم الأمور .
9- {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} : قال ابن كثير : لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم احتقاراً منك لهم ، واستكباراً عليهم ، ولكن ألن جانبك وأبسط وجهك إليهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) .
10- {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً} : أي خيلاء متكبراً جباراً عنيداً ، لا تفعل ذلك يبغضك الله ، ولهذا قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
أي مختال معجب في نفسه ، فخور على غيره .
11- {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} : أي أمش مشياً مقتصداً ، ليس بالبطئ المتثبط ، ولا بالسريع المفرط ، بل عدلاً وسطاً بين بين .
12- {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَِ} : أي لا تبالغ في الكلام ، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه ، ولهذا قال تعالى : {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} .
قال مجاهد : إن أقبح الأصوات لصوت الحمير : أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه ، ومع هذا هو بغيض إلى الله ، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس لنا مثل السوء ، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه) .
(إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطاناً) .

من هداية الآية
1- مشروعية وصية الوالد لابنه بما ينفعه في الدنيا والآخرة .
2- البدء بالتوحيد والتحذير من الشرك لأنه ظلم يحبط الأعمال .
3- وجوب الشكر لله ، وللوالدين ، ووجوب برهما وصلتهما .
4- لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة في المعروف .
5- وجوب إتباع سبيل المؤمنين الموحدين ، وتحريم إتباع المبتدعين .
6- مراقبة الله تعالى في السر والعلن ، وعدم الاستخفاف بالحسنة والسيئة مهما قلت أو صغرت .
7- وجوب إقام الصلاة بأركانها وواجباتها والاطمئنان فيها .
8- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللطف حسب استطاعته .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) .
9- الصبر على ما يلحق الآمر والناهي من أذى ، وأنه من عزم الأمور .
10- تحريم التكبر والاختيال في المشي .
11- الاعتدال في المشي مطلوب ، فلا يُسرع ولا يُبطئ .
12- عدم رفع الصوت زيادة عن الحاجة ، لأنه من عادة الحمير .

وصايا نبوية مهمة للأولاد :
على المربي والمربية سواء كان مدرساً أو مدرسة ، أو معلماً أو معلمة ، أو أباً أو أماً أن يعلم الأولاد هذه الوصايا النافعة لهم ، ويكتبها لهم على اللوح ، ليكتبوها في دفاترهم ليحفظوها ، ثم يشرحها لهم ، وقد وردت في حديث صحيح هذا نصه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي : يا غلام إني أعلمك كلمات :
1- أحفظ الله يحفظك :
أي امتثل أوامر الله ، واجتنب نواهيه يحفظك في دنياك وآخرتك .
2- أحفظ الله تجده تجاهك :
أي أمامك ، فاحفظ حدود الله ، وراع حقوقه تجد الله يوفقك وينصرك .
3- إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله :
أي إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة ، فاستعن بالله ، ولا سيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده كشفاء مرض ، أو طلب رزق فهي مما اختص الله بها وحده .
4- واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف :
على المسلم أن يؤمن بالقدر الذي كتبه الله عليه خيره وشره

من فوائد الحديث :
1- حب الرسول صلى الله عليه وسلم للأولاد وإركاب ابن عباس خلفه ومناداته يا غلام .
2- أمر الأطفال بطاعة الله ، والابتعاد عن معاصيه ليسعدوا في الدنيا والآخرة .
3- الله ينجي المؤمن عند الشدائد إذا أدى حق الله ، وحق الناس عند الرخاء والصحة والغنى .
4- غرس عقيدة التوحيد في نفوس الأطفال ، بسؤال الله تعالى والاستعانة به.
5- تثبيت عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره فهي من أركان الإيمان .
6- تربية الطفل على التفاؤل ، ليستقبل الحياة بشجاعة وأمل ، ويكـون فرداً نافعاً في أمته .

من آداب الإسلام :
أعلم يا أخي المسلم - هدانا الله وإياك - أن الإسلام جاء بآداب وأخلاق تكفل للمسلم وللمجتمع السعادة في الدنيا والآخرة ، ومن هذه الآداب :
1- النظافـة :
كن نظيفاً في بيتك ، وعملك ، وملبسك ، وجسمك ، ولا سيما عند ذهابك للمسجد لأداء الصلوات ، وخاصة صلاة الجمعة ، فاغتسل وتطيب وألبس أحسن الثياب ، ولا تذهب بثياب وسخة ، أو ذات رائحة كريهة ، ولا تطأ بساط المسجد بجورب وسخ فيه رائحة الأقدام المؤذية ، فذلك يؤذي المصلين ، حيث يضع أحدهم جبهته وأنفه على البساط ، فيتأذى من الرائحة التي علقت بالبساط من رائحة الجورب ، وقد ينفر من الصلاة وعليك باستعمال السواك ، ولا سيما عند والوضوء والصلاة ، فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عليه في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب).
وأحذر أكل الثوم أو البصل قبل ذهابك للمسجد والعمل ، لئلا تؤذي المصلين والجلساء برائحته ، فقد قال الرسول صلـى الله عليـه وسلم : ( من أكل ثوماً أو بصلاً ، فليعتزلنا ، وليعتزل مسجدنا ، وليقعد في بيته) .
علماً بأن رائحة الدخان التي تفوح من بعض المصلين أشد كرهاً من الثوم والبصل ، وقد حرم العلماء التدخين لضرره على الجسم والمال والجيران ، وهو من الخبائث التي حذر الله تعالى منها فقال : {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار) ، والدخان يضر الجسم ، ويؤذي الجار ، ويتلف المال ، فاحذر شربه فهو من كبائر الذنوب .
2- المعاملة مع الناس :
أ- أحب للناس ما تحب لنفسك من الخير فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
ب- كن سمحاً في البيع والشراء فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحاً إذا اقتضى) .
ج- خالط الناس وأنصحهم وأصبر على أذاهم ، حتى تكون ممن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أفضل من المسلم الذي لا يخالطهم ، ولا يصبر على أذاهم) .
3- الإنصاف وقبول الحق :
إقبل الحق من قائله ، ولو كان صغيراً أو خصماً ، واحذر رد الحق من الناس واحتقارهم ، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا العمل فقال : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قيل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ، ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس) . "بطر الحق : رد الحق ، غمط الناس : احتقارهم" .
4- الاعتراف بالخطأ :
إذا أخطأت فاعترف بخطئك ، واعتذر منه ، فإن الاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون) .
"والتوابون : هم الذين يعترفون بأخطائهم ، ويرجعون عنها ، ويتوبون إلى الله" .
5- العدل وقول الحق :
أ- كن عادلاً ولو بين أعدائك ، ولا تحملك العداوة لقوم على ظلمهم ، فالله تعالى يقول : {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} .
ب- قل الحق ولو على نفسك ، أو أقاربك ، أو أصدقائك ، فقد أمر الله تعالى بذلك فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} .
6- الاستسلام لأوامر الدين :
استسلم لأحكام الدين وأوامره ، فإن الإسلام مشتق من الاستسلام ، ولا تقس أحكام الدين برأيك وعقلك ، فإن العقد له حد ينتهي إليه ، وكثيراً ما يخطئ العقل ، ويعجز عن تفسير جميع أمور الدين ، لذلك قال علي رضي الله عنه : (لو كان الدين بالرأي لكان المسح عن أسفل الخف أولى من المسح على أعلا) .
إن المسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الشرع دون معرفة الأسباب التي خفيت عليه فهو كالجندي يطيع أمر قائده دون مناقشة ، لأنه يعلم أن قائده أعلم منه ، وعندما حرم الإسلام لحم الخنزير امتثل المسلمون للأمر ، ولم يسألوا عن السبب وبعد مضي أربعة عشر قرناً كشف الطب الحديث عن ضرره ، وعرفنا أن الله لم يحرم شئاً إلا لضرورة .
7- العدل في الوصية :
لا تحرم أحداً من الورثة حقه ، بل أرض بما فرض الله وقسم ، ولا تتأثر بالهوى والحب والميل أحد الورثة ، فتخصه بشئ دون الباقين :
عن النعمان بن بشير قال : ( تصدق عليّ أبي ببعض ماله ، فقالت أمي -عمرة بن رواحة- لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده على صدقتي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ قال : لا ، قال ، اتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم) .
وفي رواية قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلا تشهدني اذاً ، فإني لا أشهد على جور) .
وكم أخطأ أشخاص كتبوا أموالهم لبعض ورثتهم ، فأصبح الحقد والبغض والحسد بين الورثة ، وذهبوا للمحاكم ، وأضاعوا أموالهم للمحامين بسبب هذا الخطأ .
8- حقوق الجار :
احذر أذى الجـار قولاً أو فعلاً ، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاه فقال : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن : الذي لا يأمن جاره بواتقه) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) .
لا ترم الأوساخ في طريق الناس ، ولا سيما أمام جيرانك كقشر الموز ، أو البطيخ وغيرها التي تؤذي المارة ، وأعرف رجلاً كسرت رجله بسبب قشرة موز ، وبقى ستة أشهر في الفراش .
حاول أن تزيل الأذى عن طريق الناس ولا سيما الجيران لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (وتميط الأذى عن الطريق صدقة) .
إذا أصيـب جارك بمصيبة فراع شعوره ، وواسه في مصيبته ، وساعده لتخفيف حزنه ، ولا ترفع صوت المذياع عالياً ، ولا تسمح لأهلك وضيوفك برفع أصواتهم تأميناً لراحة الجيران ، ولا سيما إذا كان منهم المريض ، والمتعب الذي يحتاج كل منهما إلى النوم والراحة .
9- الوفاء بالوعد :
إذا وعدت إنساناً ولو طفلاً فأوف بوعدك في وقته المحدد ، ويتم البيع والشراء بمجرد الاتفاق والوعد ، ولا حاجة للعربون ، وهو دفع شئ من المال ضماناً للوفاء بالبيع ، فالمؤمن إذا قال صدق ، وإذا وعد وفّى ، وكل من أخلف بوعده ، فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين ، لقول الرسول صلى الله عليه ويلم : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان) .
10- آداب عيادة المريض :
لقد رغب الإسلام في عيادة المريض ، ولا سيما إذا كان المريض قريباً أو جاراً ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده) .
ومن آداب عيادة المريض :
أ- أن تكون الزيارة قصيرة ، حتى لا تزعج المريض ، فرما كان في حاجة إلى راحة أو نوم أو قضاء حاجة إلا إذا كان يأنس بك .
ب- أن لا تكثر الكلام عنده ، وأن لا تطلب منه قصة مرضه .
ج- أن تدخل إلى قلب المريض الفرح والسرور ، وتزيد في أمله بالشفاء وأنه في تقدم .
د- أن تقول للمريض : لا بأس عليك ، طهور ، وأن تدعو له بالشفاء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عاد مريضاً لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عافاه الله) .
11- آداب النظر :
إذا رأي إمرأة سافرة ، فغض بصرك عنها ، فإن العين تزني ، وزنا العينين النظر إلى ما حـرم الله وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن الأول لك ، وليس لك الثانية) .
وأعلم أن هذه النظرة لن تفيدك إلا حسرة وندامة : فإذا كنت متزوجاً ، ونظرت إلى امرأة أجمل من زوجتك ، فان نفسك تتغير مع زوجتك ، ويصيبك الهم والنزاع مع زوجتك وقد كنت قبل النظر مسروراً راضياً بزوجتك .
وإذا كنت أعزباً ، فان نظرك إلى المرأة الأجنبية قد يحرك في نفسك الشهوة ، وربما ساقك الشيطان إلى ارتكاب الفاحشة ، لذلك أمر الله تعالى المؤمنين فقال :
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء) .
12- آداب النصيحة :
لقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( الدين النصيحة : قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم) .
ولكن النصيحة لها آداب يجب مراعاتها ، نأخذها من المربي الكبير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أ- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما نحن في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا جاء أعرابي ، فقال يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه () دعون ، فتركوه حتى بال ، ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له ، إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله ، والصلاة وقراءة القرآن ، قال : وأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء ، فسنه عليه) .
ب- روي مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي قال : ( بينما أنا أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا عطس رجل من القوم ، فقلت ، يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أماه ما شأنكم تنظرون اليّ؟ فجعلوا يضربون أيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبأبي وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني ، ثم قال : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس ، وإنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) .

من آداب الزيارة والاستئذان :
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الاستئناس : الاستئذان .
2- هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الاستئذان أمرهم أن لا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده ، ويبغي أن يستأذن ثلاث مرات فإن أذن له والا انصرف كما ثبت في الصحيح أن أبا موسى حين استأذن على عمر ثلاثاً فلم يؤذن له انصرف ثم قال عمر : ألم أسمع صوت عبدلله بن قيس يستأذن ، أئذنوا له ، فطلبوه فوجدوه قد ذهب ، فلما جاء بعد ذلك قال : ما أرجعك ؟ قال : إني استأذنت ثلاثاً ولم يؤذن لي ، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثاً ولم يؤذن له فلينصرف) .
فقال عمر : لتأتيني على هذا ببينة والا أوجعتك ضرباً ، فذهب إلى ملأ من الأنظار فذكر لهم ما قال عمر ، فقالوا : لا يشهد لك إلا أصغرنا ، فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك فقال : ألهاني عنه الصفق بالأسواق .

من فوائد الآيات والحديث :
1- على الزائر أن لا يدخـل البيت قبل أن يستأذن من أهلها ، ويجد قبولاً ورغبة في دخوله .
2- على الزائر أن يبدأ من يزورهم بالتحية قائلاً :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لقوله تعالى : {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} .
3- قال مجاهد : إذا دخلت المسجد فقل : السلام على رسول الله ، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم ، وإذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
وزاد قتادة : أن الملائكة ترد عليه "انظر تفسير ابن كثير 3/305" .
ولا فرق في لفظ السلام بين الرجال والنساء ، فالمرأة المسلمة تسلم على النساء وعلى أقاربها من الرجال المحرمين عليها كإخوتها وأولادهم ، والرجل يسلم على النساء المحرمات عليه .
4- لا يجوز للمرأة الدخول إلى دار أحد دون إذن كما هي عادة بعض النساء ، فربما كان الرجل وحده في البيت ، فتقع الخلوة المحرمة ، وربما كان عرياناً أو نائماً مع أهله .
5- احذر أن تعوِّد أهلك وأولادك الكذب فتوصيهم مثلاً أن يقولوا إذا دق الباب (غير موجود) وأنت في الدار ، والأجدر أن تعتذر عن الخروج إذا كنت مشغولاً ، فلذلك خير في الدنيا والآخرة .
وعلى الزائر أن يقبل العذر لقول الله تعالى : {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} .
6- لا يجوز للزائر أن يحد بصره إلى داخل الدار حيـن الاستئذان ، لأن الإذن من أجل النظر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ، فقد حل لهم أن يفقؤا عينه) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجه ، ولكنه من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : ( السلام عليكم . السلام عليكم) .
7- لا تدخل بيتاً لا يوجد فيه صاحبه ، أو أحد أولاده الراشديـن من الذكور لقول الله تعالى : {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} .
ولا عبرة بإذن المرأة الأجنبية كأخت الزوجة وابنة العـم والخال والخالة ، وزوجة الأخ .
8- يجب الاستئذان قبل الدخول عند زيارة الأقارب كبيت عمك ، وأخيك ، وخالك ، حتى من السنة أن تستأذن على أخواتك : قال ابن جريح : سمعت عطاء بن أبي رباح يخبر عن ابن عباس ، قال : ثلاث آيات جحدهن الناس ، قال الله تعالى :
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
قال : ويقولون : إن أكرمهم عند الله أعظمهـن بيتاً ، والأدب كله قد جحده الناس : قال : قلت استأذن على أخواتي أيتام في حجري معي في بيت واحد ؟ قال نعم ، فرددت عليه ليرخص لي فأبى ، فقال : أتحب أن تراها عريانة ؟ قلت : لا ، قال فاستأذن ، أما زوجة الأخ والعمل والخال وأخت الزوجة ، فـلا يجوز الخلوة مع إحداهن في بيت واحد ، ولا رؤيتها مكشوفة ، أو متزينة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار ، يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو : الموت) . (الحمو : أخو الزوج وقريبه) .
9- إذا دخلت بيتك ، فسلم على أهلك ، وأعلمهم بصوتك قبل دخولك لقول جابر بـن عبدالله : ( إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة) .
وكان عبدالله بن مسعود إذا جاء من حاجة ، فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه) .
10- عوّد أولادك منذ الصغر أن يستأذنوا عند دخولهم إلى دور غيرهم ولو كانوا من أقاربهم .
11- يحسن أن تكون زيارتك قصيرة ، فربما كان صاحب المنزل على موعد أو كان مشغـولاً ، قال الله تعالى يخاطب المؤمنين : {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} .
12- على الزائر الأعمى أن يستأذن كغيره حتى يحتجب النساء منه ، والخلوة به محرمة ، عن أم سلمة قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم حتى دخل عليه ، وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (احتجبـا منه ، فقلنا يا رسول الله : أليـس أعمى لا يبصرنا ولا تبصرة ؟ فقال : أفعمياوان أنتما ، ألا تبصرانه) .
13- لا يجوز النظر إلى كتاب أخيك أو رسالته دون إذن منه ، فربما كان فيه سر .
متى يباح الدخول بدون استئذان ؟
1- إذا عرض أمر مفاجئ شديد في دار كانقاذ أطفال وغيرهم ، أو مال من حريق ، فأدخل بدون استئذان .
2- يجوز الدخول بدون إذن إلى الأماكن الآتية :-
الفنادق ، والخانات التي ينزل بها المسافرون ، والبيوت المعدة للضيافة ، ودوائر الحكومة ، والدكاكين ، والمساجد ، وغيرها من الأماكن العامة ، قال الله تعالى : {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} .

الطريق الصحيح للاستئذان المشروع :
1- إذا أردت زيارة أحد ، فعليك أن تدق الباب بلطف ، وأصبر واقفاً على يمين الباب حتى لا ترى داخل البيت حين فتح الباب ، فقد تخرج امرأة يحرم النظر إليها ، فان لم يرد أحد ، فدق الباب مرة ثانية ، وتمهل ، ثم مرة ثالثة يكون بعده الإذن .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع).
2- يفضل الانتظار بين الدقة الأولى والثانية بمقدار ما ينتهي صاحب الدار من صلاته إن كان يصلي ، وأن لا تكون الدقات قوية متتابعة تسبب الخوف والانزعاج .
3- وإذا قيل لك من هذا ؟ فقل : "فلان" وأذكر اسمك الصريح وكنيتك حتى تعرف ، ولا تقل "أنا" فلا تعرف بها من أنت ، عن جابر رضي الله عنه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فدققت الباب ، فقـال : من ذا ؟ فقلت : أنا ، فقال صلى الله عليه وسلم أنا ، أنا ، كأنه يكرهها) .
قال ابن كثير : وإنما كره ذلك لأن هذه اللفظة لا يُعرف صاحبها حتى يفصح باسمه أو كنيته التي هو مشهور بها ، وإلا فكل واحد يعبر عن نفسه بأنا ، فلا يحصل بها المقصود من الاستئذان ، وهو الاستئناس المأمور فيه في الآية .
4- لا تسمح لزوجتك وبناتك أن يفتحوا الباب ، أو يجيبوا الهاتف إذا كنت في البيت أو أحد صبيانك ، فإن لم يكن هناك أحد ، فلا بأس أن يرد النساء من وراء الباب لئلا يراهن الأجنبـي ، ولارد يكون بكلمة (من؟) وأن يكون الصوت خشناً ليس فيه ليونة وخضوع ، لئلا يثير إعجاب السامع ، ويفتتن بالصوت لقول الله تعالى : {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} .
ولا يجوز للمرأة أن تفتح الباب لترى من يدق الباب ، لأن الله تعالى يقول :{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} .

استئذان الأولاد والخدم والأقارب :
قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
قال ابن كثير : هذه الآيات اشتملت على استئذان الأقارب بعضهم على بعض : فأمر الله تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت إيمانهم ، وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم في ثلاثة أحوال :
1- من قبل صلاة الغداة (الفجر) لأن الناس إذا ذاك يكونون نياماً في فرشهم .
2- وقت القيلولة (من الظهيرة) لأن الإنسان قد يضع ثيابه مع أهله في تلك الحالة .
3- ومن بعد صلاة العشاء ، لأنه وقت النوم ، فيؤمر الخدم الصغار والأطفال ألا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال ، لما يخشى أن يكون الرجل مع أهله ، أو نحو ذلك من الأحوال ، وإذا دخلوا في غير هذه الأحوال فلا جناح عليكم في تمكينكم إياهم ، ولا عليهم إن رأوا شيئاً في غير تلك الأحوال .
4- إذا بلغ الأطفال الحُلم (البلوغ) وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال .
أقول : على المربي والمربية أن يعلموا الأطفال والبالغين والخدم هذه الآداب الاجتماعية التي جـاء بها الإسلام عند دخولهم لبيوت آبائهم وذلك حفاظاً على أخلاقهم ، حتى لا يروا من أهلهم مالا يجوز لهم رؤيته ، وحبذا لو قام المسئولون في الاعلام في البلاد الإسلامية بتعليم الأولاد هذه الآداب في التلفاز والمجلات ، فيحفظوا عليهم أخلاقهم ، ومن المؤسف أن نجد الولد يرى في التلفاز هذه المغريات ، والاختلاط والرقص والغناء ، وغير ذلك من المسلسلات الجنسية التي تفسد الأخلاق ، وتزيد في الانحراف ، وعلى الآباء والأمهات أن يشجعوا البنين والبنات على الزواج ، فلا يغالوا في المهور والتكاليف ، والحفلات ، والذبائح ، وغيرها من المصاريف التي تثقل عاتق الشباب فيرغبون عن الزوا






 الموضوع الأصلي : نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات // المصدر : منتديات احلى كلام // الكاتب: حازم




حازم ; توقيع العضو




مواقع النشر (المفضلة)


الــرد الســـريـع
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع


خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات , نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات , نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات ,نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات ,نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات , نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

>




مواضيع ذات صلة



الساعة الآن

نصك هنا
عراق فوتو ازياء ستار شات ستار قناه mbc2 قناه روتاناافلام مجتمع برستيج نصك هنا
موقعك هنا
نصك هنا نصك هنا نصك هنا نصك هنا نصك هنا نصك هنا نصك هنا
موقعك هنا
نصك هنا نصك هنا الموقع هنا الموقع هنا الموقع هنا الموقع هنا الموقع هنا